بسم الله الرحمن الرحين
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العصر
1
((وَالْعَصْرِ))
أي قَسماً بالعصر - أي عصر النبوة أو عصر الدهر أو عصر الحجة (عليه
السلام) أو العصر مقابل الصبح، كما حلف سبحانه بـ"الضحى" وما أشبه، وقد
سبق الوجه في هذه الأقسام.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العصر
2
((إِنَّ الْإِنسَانَ)) بطبيعته ((لَفِي خُسْرٍ))
أي خسارة مستمرة، إذ يتدرج نحو الفناء، كما تتدرج أخلاقه في الإنحطاط، فإن
الإنسان كلما دخل في الدنيا أكثر زاد تكالبه ورذائله، بالإضافة إلى أن كل
ساعة تذهب ولم يعمل الإنسان فيها كان خاسراً، إذ ذهب من رأس ماله - الذي
يتمكن به من تحصيل أرقى الدرجات - هباءً وهدراً، ولو لم يحصل على المعصية
في تلك الساعة فرضاً.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة العصر
3
((إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا)) بالله ورسوله وما جاء به ((وَعَمِلُوا)) الأعمال ((الصَّالِحَاتِ)) التي لا يشوبها السيئات، ((وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ)) بأن أوصى بعضهم بعضاُ بأن يلازم الحق ويعمل به ((وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ))
بأن يصبروا على مكاره الدنيا، وذلك بالصبر عن المعصية والصبر على الرزية،
وخصص السياق هذين الأمرين بعد دخولهما في مطلق الأعمال الصالحة لشدة
الاحتياج إليهما في تلازم العمل الصالح فإنهما عمادان له.