كرة السلة لا تعترف بمحور الشر

على الرغم من اجواء العداء الظاهرة بين كل من إيران والولايات المتحدة الامريكية التي تصنف طهران على انها ضمن "محور الشر"، إلا أن الأمور تبدو مختلفة في ملاعب كرة السلة.
ويؤكد هذا الامر تزايد عدد لاعبي كرة السلة الامريكيين الذين يلعبون في الاندية الايرانية.
مؤخرا انضم اللاعب الامريكي "غاريث جوزيف" صاحب القامة التي تصل الى (217) سنتمترا الى فريق "صبا باطيري"، وهو فريق محلي إيراني لكرة السلة يجرب لأول مرة لاعبا أمريكيا في صفوفه.
ويرى اللاعب جوزيف: "كلانا له ثقافة مختلفة ودين مختلف، فإذا احترمنا ذلك فسوف نكون على وفاق رائع معا".
ويعتبر "غاريث جوزيف" نفسه سفيرا لبلاده التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إيران منذ الثورة الإسلامية بقيادة آية الله الخميني عام 1979.
وكما يبدو بوضوح فإن حصار السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز الدبلوماسيين الأمريكيين كرهائن عام 1979 هو من الأحداث التي لا يتذكرها أمثال "غاريث" من الرياضيين الشبان.
ورغم أن كرة القدم هي حب الجماهير الإيرانية الأول، إلا أن متابعي أخبار كرة السلة يقبلون بفرح وجود لاعبين امريكيين في الدوري الإيراني.
بل حتى أن اللاعبين الأمريكيين لاقوا ترحيبا حارا من قبل الأندية التي ترعاها وزارة الدفاع الإيرانية.
ويقول اللاعب الأمريكي المخضرم "أندريه بيتس" الذي يلعب أيضا مع نادي "صابا باطيري" الإيراني:" كرة السلة عالمية، لا وجود للون أو عرق، نحن نترابط فحسب، منذ اليوم الأول الذي جئت فيه إلى هنا ضمّني الفريق وبدأنا اللعب معا."
ويضيف "بيتس":" نحن كلاعبين لا نسأل شخصا من أي بلد هو، الأمر أكثر من ذلك، الأمر يتعلق بمن سوف يحقق الفوز في المباراة."
لكن المشكلة الوحيدة التي يواجهها "أندريه" هو أنه في مركز الاهتمام إذْ أن وجود لاعب أمريكي من أصل إفريقي في الدوري الإيراني يعتبر شيئا جديدا.
وأمضى "أندريه" وقتا طويلا في إيران وبدأ يعتاد الطعام الإيراني ويحبه، ويقول إن وجبته المفضلة هي الأرز بالدجاج.
وحين يلعب فريقا "بقاع همادان" و"صابا باطيري"، يتواجد لاعبان أمريكيان في كل فريق، وعادة ما يُـقبّل اللاعبون الإيرانيون بعضهم عند إلقاء التحية، أما اللاعبون الأمريكيون فيكتفون بالقفز ولمس الأيادي.
ويقول اللاعب الأمريكي "ويتاري مارش": عندما جئت هنا أول مرة، كنت اعتقد أنني هنا وحدي مع لاعبيْنِ أمريكيَّيْن ِ آخريْن، الآن يوجد نحو 20 لاعبا كما أظن"، ويقول "مارش" إن المدربين واللاعبين يتحسنون بشكل سريع.
وربما يصرخ الإيرانيون في الشوارع" الموت لأميريكا"، لكن في ملعب كرة السلة يهتفون مرحّبين باللاعبين الأمريكيين.
عن (BBC) بتصرف